بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ناصر المؤمنين ومعز المجاهدين قاصم الجبارين ومذل
الكفرة والطواغيت المجرمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
الهادي الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم ومن
تبعه وسار على هداه وأحب لقائه على حوضه وبعد..
فإن المرء لا يعلم إذا هم لإمساك قلمه أن يكتب كلمات ويسطرها هذا القلم ،
فأرجوا من الله أن يغفر لي زلات قلمي فقد أخطأ من هو خير مني .
أيها الأخوة الأحباب .. ما أجمل أن أبدأ هذه الكلمات الطيبة إن شاء الله
بخير كلام أنزل على خير رجل حملته هذه الأرض لقوله جل وعلى في محكم تنزيله
" قل إن صلاتي ونسكي ومحايي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت
وأنا أول المسلمين " فإن العبادات محتسبة وكل ما يصدر عنا من أقوال وأفعال
في هذه الدنيا هي لله سبحانه وتعالى أو في كل عمل يقوم به المرء يجب أن
يكون خالصاً لوجهه الكريم ولعلنا نذكر في هذا المجال الإمام النووي رحمه
الله حين خص أول أبواب كتابه كتاب رياض الصالحين باسم باب الإخلاص ، والله
يا أخواني إنها جنة عرضها السموات والأرض هي التي ملكت علي فؤادي وسمعي
وبصري وهي التي تدفع المرء لأن يبذل روحه رخيصة من أجل الله ، وصدق الله
العظيم حين يقول " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم
الجنة يقاتلون في سبيل الله يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ".
نعم إخواني الأحباب .. الشهادة حياة مستمرة لا تنقطع بجوار رب الأكوان
العظيم المنان ، فالشهيد يا إخواني يخط بدمه أعظم الخطب ويخط بدمه أعظم
الدروس ، إن قطرات الدم التي تسيل من الشهيد تقول للناس في كل مكان وزمان
إنما حياتكم ودنياكم هذه جيفة ودنياكم أيها الناس لا تستحق الجري ورائها
والتنافس عليها ، ليغرب عنا أؤلئك الذين لا يفكرون إلا في ذواتهم ومصالحهم
وكراسيهم .
يا أبناء فلسطين الحبيبة أيها الأحباب ، لقد أوجب الله على خلقه جميعهم
الحقوق حتى قبل أن تحتضنهم هذه الأرض المباركة فوق ثراها العزيز الغالي ،
فلا عجب في ذلك وقد خصكم الله ومن معكم بأجر المرابطين على هذه البقعة
الطاهرة المقدسة ، فيا أبناء هذه الأرض العزيزة الغالية على قلبي وقلب كل
موحد بالله على وجه البسيطة أوصيكم بالإسلام خيراً عضوا عليه النواجد
وأوصيكم بذروة سنام هذا الدين الجهاد ، وأوصيكم بالمجاهدين خيراً إن عزكم
من عز هذا الدين كما قال الدكتور الشهيد عبدالله عزام " فإن عزكم بالجهاد
وحياتكم بالجهاد ومصيركم مرتبط إرتباطاً حتمياً بالجهاد ، فلا تفريط
بالجهاد ولا بذرة من تراب هذه الأرض ، وأقول لكم وقد تفرق عنكم الجميع
وتخلى عنكم القريب والبعيد وتكالبت عليكم رؤوس الكفر بأن الله بشر بالنصر
ووعد بالتمكين لعباده على هذه الأرض وقد إقتربت بعز عزيز أو بذل ذليل .
أهلي الأعزاء: أمي الحبيبة .. والله إنه ليعز علي فراقك ، والله ما نسيت
يوم سهر الليالي الطوال على راحتي أنا وإخوتي ، والله إنك أغلى علي من
نفسي فإصبري .
أبي الغالي :أرفع رأسك شامخاً وافخر وأحتسب بأن لك ذخراً وشفيعاً إن شاء
الله في الجنة وأدعوا الله أن يتقبلني شهيداً ، فحين كنت دائماً تتمنى أن
تراني عريساً في الدنيا ولكن ماذا أفعل إنها حور العين.
خواني وأخواتي :كنتم خير إخوة وأرجو منكم أن تغفروا لي أخطائي، وأوصيكم
بأمي وأبي خيراً فبرهم من بر الله سبحانه ، وأستودعكم الله وأسأله أن
يحفظكم وأن يجعلكم خير رفيقٍ لي في جناته سبحانه.
أصدقائي الأعزاء وأحبائي :إنكم لتعرفون أنفسكم فرداً فرداً ، ولو كان في
الحديث مجال لذكرتكم بأسمائكم لأني أفخر بكم ، والله نعم الصحبة أنتم ونعم
الأخوة ، أنتم لقد كنتم لي خير معين على طاعة الله ومرضاته لن أنسى
فضائلكم، كنتم لي خير معين في المكره والمنشط، أتمنى من الله أن يجمعني
بكم قريباً إن ذهبت في سبيله.
إخوتي وشباب وأشبال وشيوخ مسجد الفاروق :ما أصعب تلك اللحظات التي أتذكر
فيها الأحباب ، أوصيكم بمسجدكم خيراً وأوصي الأشبال الأعزاء بالحب والطاعة
والانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس ، وصدق شيخنا الشيخ الداعية
طارق أبو الحصين حين قال " حماس رأس حربة أهل السنة والجماعة ولا تنسونا
من الدعاء " فيا هؤلاء والله أصابني لفراقكم بأسٌ من الدنيا ولكنها الجنة
ومحبة لقاء الله فمن أحب لقاء الله أحب الله لقائه ، فإن القلب تذوق حلاوة
الجهاد والاستشهاد في سبيل الله فلم يترك هذه الحلاوة ، فإنه الشوق إلى
الأحباب الصادقين محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، ورفيق دربي وصاحبي بلال
عبد الستار الدربي وخالد جربوع وأستاذي الشهيد طارق أبو الحصين " أبو
محمد" وإني والله قد نذرت حياتي وسألت من الله حسن الثبات فأذكروني إخواني
في الصلاة، أنا ما مت فالملائكة عند ربي من حولي .
الحمد لله الذي جعل قتل اليهود على أيدينا ..أوصي الشباب والأشبال أن يصوم
كلن منهم يومي الاثنين والخميس وأن يقوموا الليل والدعاء للمجاهدين
والشهداء .
أخوكم المهاجر إلى الله
أحمد فؤاد سليمان أبو حرب " أبو عبد الله " ـ حربي ـ
دعواتكم للشهيد بالرحمة والمغفرة